ببلاش يا سمك
ذهب بائع السمك في الصباح الباكر ليبيع السمك في القرية الفقيرة الصغيرة،
وهو يحمل قفف السمك الكبيرة وينادي: “سمك طازج.سمك صاحي. يا سمك.السمك لا يزال يلعب تعالى اشتري السمك”.
أستيقظت القرية على صوت بائع السمك وكل بيت يحلم بوجبة غذاء شهية من السمك،
ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن؛ فقد اصطدمت آمالهم في الحصول على السمك بغلو سعره، والكل كان يقول بعد أن يرى السمك الجيد ويسمع السعر الغالي: “السمك شهي ورائع لكن السعر غالي نار”
، فيرد عليهم بائع السمك قائلاً: “الغالي ثمنه فيه”.
بعد مرور عدة ساعات وبائع السمك لم يبِع ولا سمكة، جاءت سيارة فخمة حمراء اللون في اتجاه القرية،
ونزل منها شخص تبدو عليه علامات العظمة والثراء،
وفي ثقة سأل بائع السمك: “كم ثمن كيلو السمك؟”
فأجابه البائع على الفور.......بكذا
. سأل الرجل: “وكم كيلو تمتلك؟”، ولما أجابه البائع
أعطى الرجل العظيم في الحال لبائع السمك ثمن كل ما عنده من سمك؛
فتهلل بائع السمك وهَمَّ بحمل “قُفف” السمك ليضعها في عربة الرجل الغني. وعندها استوقفه الرجل العظيم قائلاً: “كلا.لقد اشتريت السمك لتوزعه على القرويين الفقراء في هذه القرية”.
فسأله بائع السمك: “ولكن كيف؟ سيزدحمون عليَّ وعلى السمك وربما تعرضت حياتي نفسها للخطر”. ابتسم الرجل العظيم وقال للبائع: “كلا بل أذهب في شوارع القرية ونادي قائلا:
ببلاش يا سمك وكل من يرغب أعطه مجانًا”.
أطاع بائع السمك وأخذ يتجول في حواري القرية وينادي:
“ببلاش يا سمك.” وعندها خرج الناس وقال له أحدهم:
“بالطبع بعد أن فسد السمك من حرِّ النهار تريد أن تعطيه لنا، أذهب عنا بعيدًا”
وقالت أخرى: “لا يوجد شيء ببلاش أكيد ستطالبنا بالثمن بعد أن نطبخ السمك أذهب عنا بعيدًا
” وهكذا ظل البائع ينادي: “ببلاش يا سمك ببلاش يا سمك”
خرج رجل فقير مع زوجته وأولادهم، والجوع يكاد يمزِّقهم، وسألوا البائع: “أرجوك احكي لنا عن الثمن”
فقال البائع: “ببلاش”. ولما صدقوه، وأخذوا منه ما يكفيهم، قال لهم وهو يشير للرجل الثري: “
هل ترون هذا الرجل العظيم الغني والطيب أيضًا، الذي يقف هناك بجوار سيارته، هو الذي دفع الثمن. يمكنكم أن تشكروه”.
وهكذا أخذ السمك كل من كان أكثر جوعًا واحتياجًا وصدَّق أن السمك ببلاش.
وبينما كانوا يستمتعون بأكلة السمك الشهية، كان الآخرون يعضون على أناملهم من الندم بعد أن نفذت كمية السمك،
وهم يندمون كيف لم يصدِّقوا أن السمك ببلاش
، وماذا كانوا قد خسروا لو كانوا قد صدقوا؟!
لكنهم الآن جوعى حيارى وغيرهم يشبعون
انت مصدق ان الابديه بين يديك
، الله سوف يعطيك كل شي بس تمسك بتوبتك وتناولك جسد ودم يسوع المسيح...
دم ملوكي
كان هناك ملك عظيم وابنه الامير وكان الامير يهوي ركوب الخيل والصيد وذات يوم خرج الاميرمع جعفر الغفير في رحلة صيد كعادته كان الغفيرمعتاد علي مساعدة الاميرفي جلب السهام الطائشة وتجميعها مرة اخري فطار احد السهام بعيدا فجري جعفر ليحضره ففكر الامير ان يذهب وراء ه بالخيل ولما اقترب منه لم يقدر المسافة بينه وبين جعفر فصدم الخيل جعفر صدمة قوية وفي الحال سقط علي الارض مغشا عليه
فاخذه الامير بسرعة الي والده في القصر واستدعوا الاطباء واحتاج الي نقل دم وكانت فصيلته تناسب فصيلة دم الملك فقرر الملك في الحال ان يتبرع لغفيره بدمه وامر الاطباء بتنفيذ اوامره وبعد تماثل جعفر الغفير للشفاء وعاد مرة اخري الي عمله ليهتم بالخيل كما كان يفعل من قبل
ولما علم الملك بهذا الامر طلب من خادمه ان يستدعي جعفر فاتي جعفر في الحال فقال له الملك مكانك هنا في القصر يا جعفر وليس مع الخيل دمك اصبح دم ملوكي والملوك يعيشون في القصور
ومن ذلك اليوم عاش جعفر مع الملك في قصره
نحن ايضا دفع فينا دم غالي وغالي جدا انه دم ملك الملوك ورب الارباب فهل نقدر قيمة هذا الدم ونحيا حياة تمجد اسم الله صاحب هذا الدم ؟!
ماريا وحفل استقبالها فى القبر
كانت تعيش في إحدى قرى " ستافروبول " في روسيا، أرملة متقدّمة في السنّ تُدعى" ماريَّا " مع ابنها " فاسيلي " البالغ من العمر أربعين عاماً، وكان فاسيلي يضحك كثيراً على أمِّه بسبب تديّنها، فقد عاشا في عصر الإلحاد حيث كان اهتمام الشباب ينحصر في زيارة الأندية وأماكن اللهو، دون أن يعرفوا الطريق المؤدي إلى الكنيسة، معتبرين المؤمنين متعصّبين وجاهلين..
كانت ماريا تواظب على حضور الكنيسة وتصلّي من أجل الآخرين، وبشكل خاصّ كانت تحبّ الصلاة لأجل الراقدين معتبرة إياها واجباً روحيَّاً نحوهم، وكان لديها عادة جميلة، فإذا سمعت خبر وفاة أحد من أهل القرية، كانت تأخذ شمعة وتذهب إلى ذلك البيت وتُشعل الشمعة عند تابوت المتوفي وتصلّي واقفة أمامه حتى تحترق الشمعة، وكانت تقول: الراقد لا يحتاج إلى المال ولا المجد، يحتاج فقط إلى الصلاة من أجل روحه.
وذات يوم قرّر ابنها فاسيلي أن يسخر من إيمان أمّه، عندما رأى في ضواحي القرية جثَّة بقرة، فجاء إلى البيت يقول لها: ألا تعرفين أنّ هناك متوفٍّ في الطرف الآخر من القرية؟ فأخذت الشمعة وتوجّهت إلى المكان مسرعة، وبدأت تسأل الناس عن البيت الذي فيه متوفٍّ، ولكن الناس أنكروا ذلك فمنذ أيام لم يمت أحد من حولهم، وفجأة لاحظت جثة بقرة عند الطريق، فأدركت أنَّ ابنها أراد أن يسخر منها، ففكّرت في نفسها: هذه البقرة من خليقة الله أيضاً، فكم من الناس قد أفادت بحليبها! وتذكّرت قول سليمان الحكيم: " الصِّدِّيقُ يُرَاعِي نَفْسَ بَهِيمَتِهِ " (أم١٠:١٢) فقالت في نفسها: " يا ربّ إقبل صلاتي لأجل مخلوقك "! ورجعت إلى البيت دون أن تقول لابنها شيئاً.
وحدث بعد ثلاثة أشهر أن مرضت ماريا وغادرت هذا العالم، فاجتمع أهل القرية وسكّان القرى المجاورة ليرافقوها في طريقها الأخير، لأنَّها بالرغم من فقرها كانت محبوبة من الجميع ومعروفة بأعمالها الصالحة، وكان ابنها فاسيلي هناك أيضاً، وعندما اقتربت المسيرة من المقبرة رأى فاسيلي في رؤيا جعله يرتعش ويجهش بالبكاء، فقد رأى جميع الراقدين في المقبرة يستقبلون ماريا واقفين حاملين الشموع المشتعلة في أيديهم، ومن بينهم بقرة تحمل الشمعة المشتعلة على أحد قرنيها، في تلك اللحظة أدرك فاسيلي مكانة أمّه بين هؤلاء الراقدين، ومنذ ذلك الوقت غيّر حياته بكاملها، وأصبح يعترف بإيمانه دون أن يخاف من السخرية أو الإهانات، وكان يحدّث الجميع عن تلك الرؤيا العجيبة!
أحبائي.. نستطيع أن نجذب نفوس كثيرة للمسيح بأعمالنا الحسنة ولهذا قال رب المجد: " لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ" (مت١٦:٥).
اليدين المصليتين
فى قرية قريبة من بلدة نورمبرج الأوروبية، فى القرن الخامس عشر، عاشت عائلة مكونة من أب و أم و ثماني عشر طفلاً. نعم ثماني عشر و لذا كانت ظروفهم المادية فى غاية الصعوبة. و لكن ذلك لم يمنع الأخوين الكبار من حلم كان يراودهم... فالاثنين موهوبين فى الرسم، و لذا حلموا بالانضمام للدراسة فى أكاديمية الفنون فى نورمبرج. كان حلم لأنهم علموا إن والدهم لن يستطيع أن يتكفل باحتياجاتهم المادية وقت الدراسة.
وأخيراً، توصلوا إلى حل بعد مناقشات طويلة امتدت لساعات الفجر المبكرة لأيام عديدة....
يلقون قرعة!!!
الخاسر يذهب للعمل فى المناجم و يتكفل بمصاريف أخوه الفائز لمدة أربعة سنوات هي فترة الدراسة فى الأكاديمية.
و بعدها يذهب الآخر ليدرس و يتكفل به أخوه ببيع الأعمال الفنية أو بالعمل فى المناجم لو استدعت الضرورة.
و بعد القداس يوم الأحد، ألقوا القرعة !!!
و فاز بها ألبرت دورير، و هكذا ذهب إلى الأكاديمية، و أما أخوه فذهب إلى المناجم ليعمل فيها أربعة سنوات.
منذ البداية كان واضحاً أن ألبرت سيكون له شأن عظيم فى عالم الفن، و عندما حان وقت تخرجه، كانت لوحاته و تماثيله تدر عليه دخلا وفيراً.
عاد ألبرت إلى قريته بعد غياب 4 سنوات وسط احتفال هائل؛ و صنع له أهله وليمة كبيرة.
و عندما انتهوا من الطعام، وقف ألبرت و قال: "يا أخي الحبيب، الرب يباركك و يعوضك عن تعب محبتك لي. لولاك ما استطعت أبداً أن أدرس فى الأكاديمية، و الآن لقد حان دورك فى الذهاب و أنا سأتكفل بمصاريفك، فلدى دخل كبير من بيع اللوحات".
التفتت الأنظار ناحية الأخ منتظرة ما سيقوله.
و أما هو فهز رأسه ببطيء و قال: "لا يا أخي، أنا لا أقدر على الذهاب الآن. انظر إلى يدي و ما فعلته بهما 4 سنوات من العمل فى المناجم. لقد تكسر الكثير من عظامها الصغيرة، لا يا أخي، فأني لا أقدر على الإمساك بفرشاة صغيرة و التحكم فى الخطوط الدقيقة".
و فى يوم مر ألبرت على حجرة أخية، فوجده راكعاً يصلى و يداه مضمومتان؛ فاستوقفه المنظر و شعر برهبة شديدة.
و هنا أخذ أدواته و رسم تلك اليدان، كتكريم للمحبة الباذلة التي لا تفكر فى نفسها.
و أسمى اللوحة "اليدان"، و أما العالم فأذهله الرسم و أعاد تسمية اللوحة ب "اليدان المصليتان" أو Praying hands.
لقد مر على هذه الأحداث أعوام كثيرة ، و أعمال هذا الفنان منتشرة فى متاحف كثيرة، و لكن معظمنا لا يعرف من أعماله سوى هذه اللوحة الرائعة.
عندما ترى هذه اللوحة تذكر:
كل يد قدمت لك خدمة،
كل يد ضحت من أجل راحتك،
كل يد بذلت نفسها من أجلك،
و فوق الكل....
تذكر يدي الرب يسوع المثقوبتين من أجلك
رجل وأربع زوجات
كان هناك تاجرا غنيا له 4 زوجات ، وكان يحب الزوجة الرابعة أكثرهم، فيلبسها أفخر الثياب ويعاملها بمنتهى الرقة. ويعتني بها عناية كبيرة ولا يقدم لها إلا الأحسن في كل شيء .
وكان يحب الزوجة الثالثة جداً أيضا، كان فخورا بها ويحب أن يتباهى بها أمام أصدقاؤه وكان يحب أن يريها لهم ، ولكنه كان يخشى أن تتركه وتذهب مع رجل آخر.
وكان يحب الزوجة الثانية أيضا، فقد كانت شخصية محترمة، دائما صبورة، وفى الواقع كانت محل ثقة التاجر، وعندما كان يواجه مشاكل كان يلجأ لها دائما، وكانت هي تساعده دائما على عبور المشكلة والأوقات العصيبة.
أما الزوجة الأولى فمع أنها كانت شريك شديد الإخلاص له، وكان لها دور كبير في المحافظة على ثروته، وعلى أعماله، علاوة على اهتمامها بالشؤون المنزلية. ومع ذلك لم يكن التاجر يحبها كثيراً، ومع أنها كانت تحبه بعمق إلا أنه لم يكن يلاحظها أو يهتم بها.
وفي أحد الأيام مرض الزوج ولم يمضي وقت طويل، حتى أدرك أنه سيموت سريعا. فكّر التاجر في حياته المترفة وقال لنفسه، الآن أنا لي 4 زوجات معي، ولكن عند موتي سأكون وحيداً، ووحدتي كم ستكون شديدة ؟
وهكذا سأل زوجته الرابعة وقال لها " أنا أحببتك أكثر منهن جميعاً ووهبتك أجمل الثياب وغمرتك بعناية فائقة، والآن أنا سأموت ، فهل تتبعيني وتنقذيني من الوحدة ؟ " كيف أفعل ذلك أجابت الزوجة، مستحيل ، غير ممكن ولا فائدة من المحاولة، ومشت بعيدا عنه دون أية كلمة أخرى، قطّعت إجابتها قلب التاجر المسكين كما بسكينة حادة.
فسأل التاجر الحزين زوجته الثالثة وقال لها " أنا أحببتك كثيراً جداً طوال حياتي، والآن أنا في طريقي للموت، فهل تتبعيني وتحافظي على الشركة معي ؟ " لا " هكذا أجابت الزوجة الثالثة ثم أردفت قائلة " الحياة هنا حلوة وسأتزوج آخر بدلا منك عند موتك " . غاص قلب التاجر عند سماعه الإجابة وكاد يجمد من البرودة التي سرت في أوصاله .
ثم سأل التاجر زوجته الثانية وقال لها " أنا دائما لجأت إليك من أجل المعونة، وأنت أعنتني وساعدتني دائماً، والآن ها أنا أحتاج معونتك مرة أخرى، فهل تتبعيني عندما أموت وتحافظين على الشركة معي ؟ ". فأجابته قائلة "أنا آسفة... هذه المرة لن أقدر أن أساعدك "، هكذا كانت إجابة الزوجة الثانية ، ثم أردفت قائلة " إن أقصى ما أستطيع أن أقدمه لك، هو أن أشيعك حتى القبر " . . انقضت عليه إجابتها كالصاعقة حتى أنها عصفت به تماماً .
وعندئذ جاءه صوت قائلاً له " أنا سأتبعك وسأغادر الأرض معك بغض النظر عن أين ستذهب ، سأكون معك إلى الأبد"
نظر الزوج حوله يبحث عن مصدر الصوت وإذا بها زوجته الأولى ، التي كانت قد نحلت تماما كما لو كانت تعاني من المجاعة وسوء التغذية " قال التاجر وهو ممتلئ بالحزن واللوعة " كان ينبغي عليّ أن أعتني بك افضل مما فعلت حينما كنت أستطيع " .
في الحقيقة كلنا لنا 4 زوجات ....
الزوجة الرابعة هي أجسادنا ، التي مهما أسرفنا في الوقت والجهد والمال في الاهتمام بها وجعل مظهرها جيداً ، فإنها عند موتنا ستتركنا .
الزوجة الثالثة هي ممتلكاتنا وأموالنا ومنزلتنا ، التي عند موتنا نتركها... فتذهب لآخرين.
الزوجة الثانية هي عائلاتنا وأصدقائنا، مهما كانوا قريبين جداً منا ونحن أحياء ، فأن أقصى ما يستطيعونه هو أن يرافقوننا حتى القبر .
أما الزوجة الأولى فهي حياتنا الروحية وعلاقتنا مع الله ، التي غالبا ما تُهمل ونحن نهتم ونسعى وراء الماديات، الثروة، والأمور الأخرى . ولكن لنرى ما هي الحقيقة ؟ ، إنها وحدها الوحيدة التى تتبعنا حيثما ذهبنا . ربما هي فكرة طيبة أن نزرع من أجلها ونقوتها الآن بدلا من أن ننتظر حتى نصبح في فراش الموت ولا نستطيع سوى أن نرثيها ونبكي عليها . فإن الحياة يا أخي قصيرة جداً.
"قال الرب يسوع لا تكنزوا لكم كنوزا على الأرض، بل إكنزوا لكم كنوزا في السماء"
الرسام والجزار
عاش رسّام عجوز في قرية صغيرة وكان يرسم لوحات غاية في الجمال ويبيعهم بسعر جيّد..
في يوم من الأيام أتاه فقير من أهل القرية وقال له:
أنت تكسب مالًا كثيرًا من أعمالك، لماذا لا تساعد الفقراء في القرية ؟!
انظر لجزار القرية الذي لا يملك مالًا كثيرًا ومع ذلك يوزّع كل يوم قطعًا من اللحم المجّانية على الفقراء..
لم يردّ عليه الرسام وابتسم بهدوء
خرج الفقير منزعجًا من عند الرسّام وأشاع في القرية بأنّ الرسام ثري ولكنّه بخيل، فنقموا عليه أهل القرية..
بعد مدّة مرض الرسّام العجوز ولم يعره أحد من أبناء القرية اهتمامًا ومات وحيدًا..
مرّت الأيّام ولاحظ أهل القرية بأنّ الجزار لم يعد يرسل للفقراء لحمًا مجّانيًا..
وعندما سألوه عن السبب، قال:
بأنّ الرسّام العجوز الذي كان يعطيني كل شهر مبلغا من المال لارسل لحمًا للفقراء، مات فتوقّف ذلك بموته ..
قد يسيء بعض الناس بك الظن ، وقد يظنك آخرون أطهر من ماء الغمام ، ولن ينفعك هؤلاء ولن يضرك أولئك ، المهم حقيقتك وما يعلمه الله عنك.
لا تحكم على أحد من ظاهر ما تراه منه، فقد يكون في حياته أمورًا أخرى لو علمتها لتغير حكمك عليه..
شجرة الكريسماس المنحنية
قيل أنه فى حقل غرست فيه أشجار الكريسماس جاءت حمامة تطلب من الأشجار أن تقيم عشاً بين أغصانها لتبيض، ولكن اعتذرت لها الأشجار بأن وجود العش فيها سيفسد منظرها ويفقد جمالها، فلا يقتنيها أحد ويزينها بالأنوار فى عيد الميلاد المجيد.
بين كل الأشجار وجدت شجرة واحدة صغيرة نادت الحمامة وسألتها عن طلبها ورحبت بها. ففرحت الحمامة بالشجرة المحبة لإضافة الغرباء، والتى لا تطلب ما لنفسها بل ما هو للآخرين.
سألتها الحمامة: "وما هى طلبتك مقابل هذه الضيافة الكريمة؟" أجابت الشجرة: "وجودك بين أغصانى هو أجرتى، فإننى أجد راحتى فى راحة الآخرين" ففرحت الحمامة وبدأت تقيم عشها بين أغصانها.
جاء الشتاء قارصاً جداً، فأحنت الشجرة الجزء العلوى فى حنو لتحمى الحمامة وبيضها من البرد. وبقيت الشجرة منحنية حتى فقس البيض وكبر الحمام الصغير وطار. حاولت الشجرة أن ترفع الجزء العلوى منها لتكون مستقيمة، ولكن بعد هذه الفترة الطويلة لم يكن ممكناً أن تفعل ذلك، بل بقيت منحنية.
حل فصل ما قبل عيد الميلاد، وجاء التجار يقطعون أشجار الكريسماس، وكان كل تاجر يعبر بالشجرة المنحنية يرفض أن يشتريها، تألمت الشجرة جداً بسبب رفض كل التجار أن يقتنوها، فإنه يأتى عيد الميلاد وتتزين كل الأشجار أما هى فتبقى بلا زينة..!
بدأت تتساءل: "هل أخطأت حين انحنيت لأحمى الحمامة وبيضها؟" وكانت الإجابة فى داخلها: "الحب الذى قدمته هو الزينة التى تفرح قلب مولود المزود. إننى لن أندم قط على عمل محبة صنعته".
بعد أيام قليلة جاء رجل كان قد اشترى بيتاً حديثاً ويريد أن يغرس شجرة فى حديقته. فمر هذا الرجل بالحقل فوجد أنه قد قُطع الجزء العلوى من كل أشجار الكريسماس ولم يبقى سوى هذه الشجرة المنحنية. فأعجب بها واشتراها، عندئذ اقتلعت هذه الشجرة بجذورها وغرست فى الحديقة الأمامية للمنزل الجديد.
قام الرجل بتزيين الشجرة ففرحت وتهللت. وإذ مر العيد جفت كل الأشجار المقطوعة وألقيت في القمامة، أما الشجرة المنحنية فبدأت جذورها تدب فى الأرض الجديدة وتنمو على الدوام. وكان صاحبها يزينها فى كل عيد للميلاد وفى كل مناسبة سعيدة. فكانت الشجرة تتغنى كل يوم بتسبحة المحبة وتختمها بعبارة: "المحبة لا تسقط أبداً"
من يريد الساعه ؟
وقف الكاهن ليلقى كلمته من على المنبر ،وفيما هو يتكلم ويعظ فعل شيئا غريبا !! فقد خلع ساعته الذهبيه ،خلعها من يده وقال لهم: اريد ان ياتى احد لكى ياخد هذه الساعه !!
انها من الذهب الخالص و هى هدية لى بمناسية عيد رسامتى من احد ابنائى بالخارج
فصمت الجميع ولم يات اليه احد بعدما اصابهم الذهول من هذا الموقف الفريد !
فكرر الطلب مره اخرى!!!
و وسط الاستغراب والدهشه ...
قام طفل من مكانه واتجه نحو الكاهن طالبا منه الساعه ! وعلى غير المتوقع اعطى الواعظ الساعه الذهبيه للطفل الذى اخدها فرحا بما كان لا يحلم به وعاد الى مكانه ..
وهنا تكلم الواعظ وقال :ان الله يتعامل معنا بنفس هذه الطريقه ،وهذه حقيقه لان الله يقدم لنا عطاياه ومواهبه وحبه .... بل ذاته! و هذه كنوز عظيمة ، ولا تقدر باموال العالم كله ، وينتظر منا ان ناتى اليه لكى ناخذها ونصير اغنياء بالروح ، ومع هذا كثيرون يرفضون أن يتقدموا لكى يأخذونها!!!!.
يقول القديس يوحنا ذهبى الفم
"انتم تشتاقون ان تروا ثيابه اما هو فيهبكم ذاته ،لا أن تروه فحسب ، بل وتلمسوه وتأكلوه وتقبلوه فى داخلكم " ....
محبتى كلام وبس !
شاهدت بعيني بشارع صلاح سالم موقفاً أذهلني وحرك مشاعري بقوة حتي كدت أنفجر بالبكاء فقد كنت أقود سيارتي وعند بنزينة موبيل شاهدت عن يميني رجلاً مجزوباً عرياناً يقف مرتجفاً من شدة البرد فقد كانت الساعة الثامنة صباحاً في يوم شديد البروده ... لم يكن منظر الرجل العريان هو ما حرك مشاعري فقد أعتدت من كثرة وجودهم في الشوارع أن أنظر إليهم وأنا متجرد من المشاعر الأنسانية ولم أعد حتي القي عليهم نظرة عطف أو حتي شفقة فكأني لم أري شيئاً ... المذهل حقاً حدث عندما أقتربت من الرجل المجزوب العريان المرتجف سيارة سوذوكي ربع نقل يقودها رجلاً في الستين من عمرة يبدو عليه ملامح الفقر فهو في النهاية سائق لسيارة تنقل وتوزع أنابيب البوتوجاز
ووقف بسيارته أمام الرجل العريان وبدأ في خلع ملابسه مبتدئاً بالبنطلون ثم البلوفر وما تحته حتي صار تقريباً بملابسه الداخلية في الشارع وبدأ يلبس الرجل المسكين المجزوب العريان قطعة قطعة من ملابسه !!!
ركنت سيارتي لأشاهد المنظر العجيب فقد كنت محظوظاً أن أمر في تلك اللحظة الأنسانية العجيبة عندما يكسي فقيراً رجلاً عرياناً
وبعدما أطمئن السائق الفقير الغني جداً بمشاعرة ومحبتة الكبيرة التي لا توصف ،أن المجزوب أرتدي كل الملابس هم متوجهاً لسيارته وهو كمن يرتدي حلة زفاف فرحا وسعيد كمن يرتدي ملابس العيد ودخل سيارته عرياناً بعد أن كسي الفقير بملابسه وقاد سيارته فأنتظرته لأقول له كلمة وفقتحت زجاج سيارتي لأحادثه
وقلت له " الله سيعطيك ليس ملابس جديده ولكنه سيسترك لأنك سترت هذا العريان المسكين وسيعطيك حتماً حسب قلبك الطاهر العمران بالإيمان والمحبة العملية " فرد علي وقال لي : " محدش عارف بكره فيه أيه يا أستاذ ... ممكن أكون مكانه وأتمني حد يكسيني وملقيش "
فتأثرت جداً جداً وعلمت أني أتكلم عن المحبة ولا أمارسها عملياً أدعوا الناس إليها ولا أجرأ علي أن أعطي أحداً من أعوازي
عرفت أن المحبة العملية صعبة جداً فأنا لأ يمكن أن أتجرد من ملابسي لألبس فقيراً عرياناً وأكمل يومي دون أن أشعر كهذا الرجل أنه فعل شيئاً سوي أنه مارس محبة عملية كأنسان مازال يحمل في جنبات صدرة قلباً ينبض بالمحبة...
هل أنت يسوع ؟
كان بعـض رجـال الأعمـال عـائدين إلى بيـوتهم بعد إنتهاء مؤتمـر مهنـي اشتركـوا فيـه. وكانـوا مسـرعين ليصلوا إلى المطـار قبل موعـد الطائرة لأنهم كانـوا قد وعـدوا عـائلاتهم بالوصـول إلى البيـت قبـل العيد.
من كثـرة العجلة اصطدم أحدهم بفـرشٍ لبيـع التفـاح وأوقعـه على الأرض فانتثـر التفـاح في كل إتجـاه. لم يتوقـف منهم أحد إلا واحد ، عاد أدراجـه بعـد أن أوصى رفاقـه أن يتصلـوا بزوجتـه ويقـولـوا لها إنـه سيعـود على متن الطائرة التالية.
عاد أدراجه ليساعد بائعة التفاح فوجد أنها فتاة في السادسة عشـرة جالسـة تبكـي وهي عميـاء.
انحنى وجمع التفاحات ووضعها على الفرش. وفيما هو يجمعها، لاحظ أن بعض التفاحات تضررت من سقوطها فجمعها في سلة أخرى.
ثم أخرج مالاً و أعطاه للفتاة معتذراً عن الضرر الذي وقع. و همَّ بالرحيل.
استوقفته الفتاة وسألته: يا سيدي، هل أنت يسوع ؟ فارتعد الرجل وتوقف ولم يصدّق أذنيه. هل ظنّت الفتاة فعلاً أنه يسوع ؟!
إن كانت حياتنا وتصرفاتنا مثل حياة يسوع وتصرفاته، لن يعرف الناس الفرق.
إذا ادّعينا أننا نعرف يسوع فلا يكفي أن نعرف آيات و أحداثاً من الإنجيل و أن نذهب إلى الكنيسة، بل علينا أن نحيا ونتعامل مع الناس كما تعامل هو يوماً بعد يوم..
لماذا يا رب ؟
تعطلت إحدى السفن التجارية وهي في عرض البحر من كثرة الحمل والمتاع الذي فيها فأصبحت مهددة بالغرق ، فإقترح ربانها أن يتم رمي بعض المتاع و البضاعة في البحر ليخفف الحمل على السفينة و تنجو ..
فأجمعوا أن يتم رمي كامل بضاعة أحد التجار لأنها كثيرة ، فإعترض التاجر على ان ترمى بضاعته هو لوحده و اقترح أن يرمى قسم من بضاعة كل التجار بالتساوي حتى تتوزع الخسارة على الكل ولا تصيب شخص واحد فقط
فثار عليه باقي التجار ولأنه كان تاجر جديد ومستضعف تأمروا عليه و رموه في البحر هو وبضاعته و أكملوا طريق سفرهم ..
أخذت الأمواج تتلاعب بالتاجر وهو موقن بالغرق وخائف حتى أغمي عليه وعندما أفاق وجد أن الأمواج ألقت به على شاطئ جزيرة مجهولة ومهجورة ..
ما كاد التاجر يفيق من إغمائه و يلتقط أنفاسه حتى سقط على ركبتيه وطلب من الله المعونة والمساعدة وسأله أن ينقذه من هذا الوضع الأليم ..
مرت عدة أيام كان التاجر يقتات خلالها من ثمار الشجر و ما يصطاده من أرانب
ويشرب من جدول مياه قريب .. وينام في كوخ صغير بناه من أعواد الشجر ليحتمي فيه من برد الليل وحر النهار ..
وفي ذات يوم وبينما كان التاجر يطهو طعامه هبت ريح قوية وحملت معها بعض أعواد الخشب المشتعلة وفي غفلة منه إشتعل كوخه فحاول إطفاء النار ولكن لم يستطيع فقد إلتهمت النار الكوخ كله بما فيه
هنا أخذ التاجر يصرخ لماذا يارب .. ؟
لقد رميت في البحر ظلماً وخسرت بضاعتي ..
والآن حتى هذا الكوخ الذي يؤويني احترق
و لم يتبقى لي شيء في هذه الدنيا
وأنا غريب في هذا المكان ..
لماذا يارب كل هذه المصائب تأتي عليّ ..
و نام التاجر ليلته وهو جائع من شدة الحزن ..
لكن في الصباح كانت هناك مفاجأة بانتظاره .. إذ وجد سفينة تقترب من الجزيرة وتُنزل منها قارباً صغيراً لإنقاذه …
وعندما صعد التاجر على سطح السفينة لم يصدق عقله من شدة الفرح و سألهم كيف وجدوه وكيف عرفوا مكانه فأجابوه :
لقد رأينا دخاناً فعرفنا أن شخصاً ما يطلب النجدة لإنقاذه فجئنا لنرى
وعندما أخبرهم بقصته وكيف أنه رُمي من سفينة التجار ظلما
أخبروه بأن سفينة التجار لم تصل وغرقت في البحر !
فقد اغار عليها القراصنة و قتلوا وسلبوا كل من فيها
فسجد التاجر يبكي ويقول الحمد لله يارب أمرك كله خير ..
سبحان الحكيم الذي أنجاه من القتل و اختار له الخير ..
سبحان مدبر الأمور كلها من حيث لا ندري ومن حيث لا نعلم …
إذا ساءت ظروفك فلا تخف ..
فقط ثق بأن الله له حكمة في كل شيء
يحدث لك ..وأحسن الظن به …
اعلم أن الله يدبر شؤونك ويسعى لإنقاذك …
أبونا حدادى
هذه القصة تنسب إلى كاهن شهرته (أبونا حدادي) ظهر فى فترة من تاريخنا ليست ببعيدة. ويقال أن هذا الكاهن كان يجمع إلى تقواه، جرأة مستغربة.
ومما يروى عنه أنه توجه فى يوم أحد إلى الكنيسة، فلم يجد فيها غير المرتل والشماس الصغير، وشيخين مستندين على عكازين فتألم وقال فى نفسه: يا للأسف ! أهكذا فى يوم الرب يخلو بيت الرب من المصلين؟ بينما المسيحيين جلوس فى بيوتهم أو على المقاهي؟ مع أن الموظفين لهم تصريح رسمي بالتأخر عن أعمال وظائفهم حتى الساعة العاشرة ليتمكنوا من حضور الصلاة؟
وعزم الكاهن على أن يتصرف بطريقته الخاصة ! فلبس الثياب البيضاء، ثياب الخدمة وقال للشماس : عمّر المجمرة (أي أعد بها الفحم المتقد) وإملأ حُق البخور وتعال بهما معنا. ثم قال للمرتل: "هيا بنا يا معلم".
وخرج الكاهن من الكنيسة ووراءه الشماس والمرتل مندهشين ولكن دون أن يسألاه إلى أين؟ فلم يكونا معتادين معارضته، ثقة منهما بصلاحه وحكمته.
وتوقف أبونا والتابعان له عند باب المقهى ورفع صوته بالصلاة قائلاً: "إشليل" (أي: صل) ورد عليه الشماس ثم المرتل كالمعتاد!!
فذهل الناس وصمتوا. أما هو فلم يهتم بل إستمر يتلو صلاة الشكر. فتوقف المقهى كله عن الحركة. وقال بعض المسيحيين: "يا أبانا نحن فى مقهى ولسنا فى كنيسة. وما تعمله الآن لا يصح ولا يليق".
وسمع صوت مسيحي آخر: "يا للعار!! كاهن يصلي فى مقهى !!" فقال أبونا حدادي بهدوء: "لست أنا مصدر العار ! بل أنا أقوم بواجبي الذى حتمه على السيد المسيح وهو أن أبحث عن شعبي وأرعاه. فما دام الشعب هجر الكنيسة فقد رأيت أن أخدمه حيثما يوجد. أنا لم أُرسم كاهنا لجدران الكنيسة أو لمقاعدها بل لخدمتكم أنتم". فخجل القوم وإعتذروا للأب الكاهن ورافقوه إلى الكنيسة وكان درساً حياً مؤثراً لا ينسى !
"موسوعة القصص القبطية - الجزء الثاني"